بسم الله الرحمن الرحيم .
إلى إخواننا أهل السنة والجماعة في إندونيسيا.
"قرأها فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي"
نحمدالله إليكم الذي أسبغ علينا وعليكم نعمه ظاهرة وباطنه والتي أجلها
نعمة الهداية للسنة والدعوة إليها في زمن كثرت فيه البدع والدعاة إليها .
وﻻشك أن الدعوة إلى السنة على منهج سلف اﻷمة الصالح والذب عن دين الله
بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن من أعظم أبواب الجهاد في
سبيله سبحانه وتعالى جعلنا الله وإياكم على هذا النهج وثبتنا عليه حتى
نلقاه.
هذا وقد جرى في سابق علمكم الخﻻف في أمور دعوية بين الٳخوة عندكم وكان من
ذلك ما أخذ على اﻷخ ذي القرنين ورفع للمشايخ في فترة مضت ثم جرى بعد ذلك
تحذير شيخنا العﻻمة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله وأمتعنا والمسلمين
بحياته - من اﻷخ ذي القرنين - نصحا له ورغبة في الخير له - وقد نشر عندكم
على نطاق واسع فما كان من اﻷخ الفاضل ذي القرنين - حفظه الله - إﻻ أن
استجاب وقام ببادرة يشكر عليها يظهر منها حرصه على لزوم السنة وجمع الكلمة
مع إخوته اﻷفاضل - الذين ﻻ يظن بهم إﻻ إرادة الخير له وللدعوة - فزار شيخنا
ربيعا بمكة واستمع لنصحه وتوجيهه .
وها نحن نكتب بمشورة شيخنا ووالدنا العﻻمة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه
الله - لﻹخوة جميعا في إندونيسيا وباﻷخص الٳخوة اﻷفاضل المختلفين معه بأن
يرحبوا بأخيهم الفاضل ذي القرنين أخا وداعية ومعلما معهم حيث التزم بالرجوع
عن كل المؤاخذات التي أقر بها المشايخ وهو بذلك يضرب مثاﻻ طيبا يشكر له .
ونرجو له الثبات وعدم العود لما أخذ عليه حتى ﻻ يفتح بابا للفرقة والخﻻف
يلج منه خصوم السنة . وعلى كل من نصح له علماء السنة أن يعود لنصحهم ويلتزم
به وﻻ يكابر ويعاند.
وعلى الجميع أن يسعدوا باجتماع الكلمة ويفرحوا بها فاﻻجتماع أصل عظيم من
أصول أهل السنة والجماعة. وهو عﻻمة على أن الناصح ﻻيريد بالنصح إﻻ وجه الله
سبحانه وتعالى.
ونوصي الجميع بأن يتركوا أسباب الفرقة ويأخذوا بأسباب اﻹجتماع وترك التعصب
لﻷشخاص وقبول النصح ممن جاء به وعدم التعالي عن قبول الحق .
وأن نلتزم بالرجوع لعلمائنا في أمورنا الدعوية وأﻻ ننطلق من فهمنا الخاص
لمنهج السلف الصالح بل بعلم العلماء و فهمهم الصائب وحكمتهم وتجاربهم
وتطبيقهم العلمي العملي لذلك المنهج الرباني العظيم الذي هو بحق وصدق يصدق
عليه الوصف اﻹلاهي للرسالة المحمدية العظمى ذلك الوصف في قوله جل شأنه
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) تلك الرسالة التي
أضاءت العالم بعد ظلمة وآنسته بعد وحشة ونشرت في أكنافه وأرجائه حقيقة
التوحيد وكمال اﻹيمان والعدالة بين البشرية واﻷخوة بين المؤمنين والرحمة.
ونختم بحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ)
ونصلي ونسلم على من جمع الله به قلوب أهل اﻹيمان وهدى به من نزغات الشيطان
وعلى آله وصحبه من صدق فيهم قوله سبحانه (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ
مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ
هَدَانَا اللَّهُ) وقوله تعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ
غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) .
كتبها هاني بن علي بن بريك
هذه للنشر بعد قرآتها على شيخنا ربيع حفظه الله تعالى